المباهلة بين رسول الله (ص) وعلماء النصارى:
وقعت حادثة تاريخية خالدة رواها المؤرخون والمفسِّرون ، كشفت لهذه الأُمَة حُرمة أهل بيت النبي (ص) علي وفاطمة والحسن والحُسين على الله سبحانه ، ومكانتهم في هذه الأُمَّة ، ودلَّت على عظمة قدرهم الفريد عند الله سبحانه .
عندما جادل رسول الله وعلماء النصارى بالتي هي أحسن لم يجد منهم إلاَّ الكفر والجحود والعصيان ، ولم يجد هناك سبيل سوى المباهلة ، وهو أن يدعو كل واحد منهم ما عنده ، ويجعل لعنة الله على الكاذبين ، فحينها جاء الأمر الإلهي بقول الله سبحانه وتعالى:
" فمن حاجك في من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندعُ أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين " ( سورة آل عمران الآية:61 .)
وعندما استجاب القساوسة إلى عرض الرسول الجديد حتى المعركة حاسمة بينهم ، فجمع القساوسة خواصَّهم استعدادًا لهذا اليوم ، وعندما جاء الموعد واحتشدت الجماهير وتقدَّم النصارى وهم يعتقدون بأن الرسول (ص) سوف يخرج إليهم بجمع من أصحابه ونساءه ، ظهر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم وهو يتقدَّم بخطوات ثابتةٍ ، مع كوكبة صغيرةٍ من أهل البيت : الحسن على يمينه ، والحسين على شماله ، وعلي وفاطمة خلفه .
وعندما رأى النصارى هذه الوجوه المشرقة ارتعشوا خوفًا ، فالتفتوا إلى الأسقف زعيمهم وقالوا: يا أبا حارثة ، ماذا ترى في الأمر ؟
فأجابهم الأسقف : أرى وجوهًا لو سأل الله بها أحدٌ أن يزيل جبلاً من مكانه لأزاله.
فازدادت دهشتهم ، وعندما أحسَّ الأسقف منهم ذالك قال: أفلا تنظرون محمدًا رافعًا يديه ينظر ما تجيبون به ؟ وحقُّ المسيح إذا نطق فوهٍ بكلمةٍ لا نرجع إلى أهل ولا مالٍ . (الدُّرِّ المنثور/ للسيوطي ج2)
وحين ذالك قرَّروا التراجع وترك المباهلة ، ورضوا بالذلِّ ودفع الجزية .
فبهؤلاء الخمسة المطهَّرين هزم رسول الله (ص) النصارى وردَّهم صاغرين . وبذالك قال رسول الله (ص) والذي نفسي بيده ، إن العذاب تدلَّى على أهل نجران ، ولو لاعنوا لمسخوا قردةً وخنازير ، وأضرم عليهم الوادي نارًا ولاستأصل الله نجران وأهله.
نقول: لماذا أحضر الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلَّم هؤلاء الخمسة فقط ، ولم يحضر أصحابه وأزواجه ؟
والإجابة على ذالك بكلمةٍ وهي: أهل البيت هم أوجه الخلق بعد الرسول (ص) عند الله وأكثرهم نقاءً وتطهيرًا ، ولم تتح لغيرهم هذه الصفات التي أثبتها الله لأهل البيت في آية التطهير.