بسم الله الرحمن الرحيم
* لاَ تَكُـنْ مِمَّنْ يَرْجُـو الآخِـرَةَ بِغَـيْرِ الْعَمَلَ، وَيُرْجِئَ التَّوْبَةَ
بِطُولِ الأَمَلَ، يَقُولُ فِي الدُّنْيَا بِقَوْلِ الزَّاهِدِينَ ، وَيَعْمَلُ فِيهَا
بِعَمَلِ الرَّاغِـبِينَ، إِنْ أُعْطِيَ مِنْهَا لَمْ يَـشْبَعْ ، وَإِنْ مُنِعَ مِنْهَا
لَـمْ يَقْنَعْ، يَعْجِـزُ عَـنْ شُكْــرِ مَا أُوْتِيَ ، وَيَبْتَغِي الزِّيَادَةَ فِيمَا
بَـقِـيَ ، يَنْهَـى وَلاَ يَنْتَهِـي ، وَيَأْمُــرُ بِمَا لاَ يَأْتِـي ، يُحِــبُّ
الصَّالِحِينَ وَلاَ يَعْـمَلُ عَمَلَهُــمْ وَيَبْغَضُ الْمُذْنِبِينَ وَهُوَ أَحَدُهُمْ
، يَكْرَهُ الْمَوْتَ لِكَـثْـرَةِ ذُنُوبِهِ، وَيُقِيمُ عَلَى مَا يَكْرَهُ الْمَوْتَ لَهُ،
إِنْ سَقِمَ ظَلَّ نَادِماً، وَإِنْ صَحَّ أَمِنَ لاَهِياً، يُعْجَبُ بِنَفْسِهِ إِذَا
عُـوفِيَ، وَيَقْـنَطُ إِذَا ابْتُـلِيَ ، إِنْ أَصَابَهُ بَلاَءٌ دَعَا مُضْطَــراّ،ً
وَإِنْ نَالَهُ رَجَاءٌ أَعْرَضَ مُغْتَراًّ ، تَغْلِبُهُ نَفْسُهُ عَلَى مَا يَظُنُّ،
وَلاَ يَغْلِبُهَا عَـلَى مَا يَسْتَيْقِنُ، يَخَافُ عَـلَى غَـيْرِهِ بِأَدْنَى مِـنْ
ذَنْبِهِ، وَيَرْجُـو لِنَفْسِهِ بِأَكْثَـرَ مِـنْ عَـمَلِهِ، إِنِ اسْتَغْنَـى بَطَــرَ
وَفـَتَنَ ، وَإِنِ افْـتَقَــرَ قَنَطَ وَوَهَـنَ ، يُقَصّـِرُ إِذَا عَـمِلَ، وَيُبَالِغُ
إِذَا سَأَلَ، إِنْ عُــرِضَتْ لَهُ شَهْـوَةٌ أَسْلَـفَ الْمَعْصِيَـةَ وَسَـوَّفَ
التَّوْبَةَ ، وَإِنْ عَرَتْهُ مِحْنَةٌ أَنْفَرَجَ عَنْ شَرَائِطِ الْمِلَّةِ ، يَصِـفُ
الْعِــبْرَةَ وَلاَ يَعْـتَبِـرَ ، وَيُبَالِغُ فِـي الْمـوْعِظَـةِ وَلاَ يَـتَّعِـظَ ، فَهُــوَ
بِالْقَوْلِ مُدِلٌّ، وَمِنَ الْعَمَلِ مُقِلٌّ، يُنَافِسُ فِيمَا يَفْنَى، وَيُسَامِحُ
فِيمَا يَبْقَى، يَرَى الْغُنْمَ مَغْرَماً، وَالْغُرْمَ مَغْنَماً، يَخْشَى الْمَوْتَ
وَلاَ يُبَـادِرُ الْفَـوْتَ، يَسْتَعْـظِـمُ مِـنْ مَعْـصِيَـةِ غَــيْـرِهِ مَـا يَـسْتَقِـلُّ
أَكْـثَـرَ مِنْـهُ مِـنْ نَفْسِـهِ، وَيَسْتَكْثِـرُ مِنْ طَاعَتِهِ مَا يَحْقِـرُ مِنْ
طَاعَةِ غَيْرِهِ ، فَهُوَ عَلَى النَّاسِ طَاعِـنٌ ، وَلِنَفْسِهِ مُدَاهِــنٌ،
اللَّهْوُ مَعَ الأَغْنِيَاءِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنَ الذِّكْرِ مَعَ الْفُقَرَاءِ، يَحْكُمُ
عَـلَى غَيْرِهِ لِنَفْسِهِ ، وَلاَ يَحْكُمُ عَلَيْهَا لِغَيْرِهِ ، وَيُرْشِدُ غَيْرَهُ ،
وَيُغْـوِي نَفْسَـهُ ، فَهُـوَ يُطَاعُ وَيَعْصِي ، وَيَسْتَـوْفِي وَلاَ يُوفِي
، وَيَخْشَى الْخَلْقَ فِي غَيْرِ رَبِّهِ وَلاَ يَخْشَى رَبَّهُ فِي خَلْقِهِ.
* لاَ شَـرَفَ أَعْـلَى مِـنَ الإِسْلاَمِ ، وَلاَ عِـزَّ أَعَـزُّ مِـنَ التَّقْوَى
، وَلاَ مَعْـقِــلَ أَحْـصَــنُ مِــنَ الْـوَرَعِ ، وَلاَ شَفِـيـعَ أَنْجَـحُ مِــنَ
التَّـوْبَةِ ، وَلاَ كَنْزَ أَغْـنَى مِنَ الْقَنَاعَةِ ، وَمَنِ اقْتَصَرَ عَـلَى
بُـلْغَـةِ الْكَفَافِ فَقَـدْ انْـتَـظَـمَ الرَّاحَـةِ ، وَتَبَـوَّأَ خَفْضَ الدِّعَــةِ ،
وَالرَّغْـبَـةُ مِفْـتَاحُ النَّصَـبِ، وَمَطِيَّـةُ التَّـعَـبِ، وَالْحِـرْصُ وَالْكِبْرُ
وَالْحَسَدُ دَوَاعٍ إِلَى التّـَقَحُّمِ فِي الذُّنُـوبِ ، وَالشَّــرُّ جَامِعُ
مَسَاوِئَ الْعُيُوبِ.
* لاَ مَالَ أَعْــوَدُ مِــنَ الْعَـقْـلِ، وَلاَ وِحْدَةَ أَوْحَشُ مِنَ الْعُجْبِ،
وَلاَ عَـقْـلَ كَالتَّدْبِيرِ، وَلاَ كَـرَمَ كَالتَّـقْـوَى ، وَلاَ قَـرِينَ كَحُسْـنِ
الْخُلُقِ ، وَلاَ مِيرَاثَ كَالأَدَبِ، وَلاَ قَائِدَ كَالتَّوْفِيـقِ، وَلاَ تِجَارَةَ
كَالْعَمَلِ الصَّالِحِ، وَلاَ رِبْحَ كَالثَّوَابِ، وَلاَ وَرَعَ كَالْوُقُوفِ عِـنْدَ
الشُّـبْهَـةِ ، وَلاَ زُهْـد كَالزُّهْـدِ فِي الْحَـرَامِ ، وَلاَ عِلْمَ كَالتَّفَكُّرِ ،
وَلاَ عِبَادَةَ كَأَدَاءِ الْفَــرَائِضِ ، وَلاَ إِيمَانَ كَالْحَيَاءِ وَالصَّـبْرِ ،
وَلاَ حَسَبَ كَالتَّوَاضُعِ ، وَلاَ شَرَفَ كَالْعِلْمِ، وَلاَ مُظَاهَرَةَ أَوْثَقُ
مِنَ الْمُشَاوَرَةِ.
* لَقَدْ سَبَـقَ إِلَى جَنَّاتِ عَـدْنٍ أَقْـوَامٌ مَا كَانُـوا أَكْـثَـرَ النَّاسِ
صَـلاَةً وَلاَ صِيَاماً، وَلاَ حَجاًّ وَلاَ اعْتِمَاراً، وَلَكِـنْ عَـقَلُوا عَـنِ
اللهِ أَمْرَهُ، فَحَسُنَتْ طَاعَتُهُمْ، وَصَحَّ وَرَعُهُمْ، وَكَمُلَ يَقِينُهُمْ
، فَفَاقُوا غَيْرَهُمْ بِالْحُظْوَةِ وَرَفِيعِ الْمَنْزِلَةِ.
* للهِ تَـعَالَى كُـلَّ لَحْظَـةٍ ثَلاَثَـةُ عَسَاكِـرَ: فَعَسْكَـرٌ يَنْزِلُ مِـنَ
الأَصْـلاَبِ إِلَى الأَرْحَامِ ، وَعَـسْكَـرٌ يَنْزِلُ مِـنَ الأَرْحَامِ إِلَـى
الأَرْضِ ، وَعَسْكَرٌ يَرْتَحِلُ مِنَ الدُّنْيَا إِلَى الآخِرَةِ.
* لِلْمُنَافِـقِينَ عَلاَمَاتٌ يُعْـرَفُـونَ بِهَا: تَحِيَّتُهُـمْ لَعْـنَـةٌ ،
وَطَعَامُهُـمْ تُهْـمَةٌ، وَغَـنِيمَتُهُـمْ غُـلُولٌ، لاَ يَعْـرِفُـونَ الْمَسَاجِـدَ
إِلاَّ هَجَــراً ، وَلاَ يَأْتُـونَ الصَّـلاَةَ إِلاَّ دُبُـراً ، مُسْتَـكْبِرُونَ لاَ
يَأْلَـفُـونَ وَلاَ يُؤْلَفُـونَ ، خُشُبٌ بِاللَّيْلِ ، صُخُبٌ بِالنَّهَارِ.
* لِلْمُؤْمِنِ ثَلاَثُ سَاعَاتٍ: فَسَاعَةٌ يُنَاجِي فِبهَا رَبَّهُ، وَسَاعَةٌ
يَرِمُّ مَعَاشَهُ ، وَسَاعَةٌ يُخَلِّي بَيْنَ نَفْسِهِ وَبَيْنَ لَذَّتِهَا ، فِيمَا
يَحِلُّ وَيَجْمُلُ، وَلَيْسَ لِلْعَاقِلِ أَنْ يَكُونَ شَاخِصاً إِلاَّ فِي
ثَـلاَثٍ: مَرَمَّةٍ لِمَعَاشٍ ، أَوْ خُطْـوَةٍ فِي مَعَادٍ ، أَوْ لَـذَّةٍ فِي
غَيْرِ مَحْرَمٍ.
* ذاَكِرُوا اللهِ فيِ الْغاَفلِيِنَ، كَالشَّجَرَةِ الْخَضْرَاءَ فِي وَسَطِ
الْهَشِيمِ ، وَكَالدَّارِ الْعَامِرَةِ بَيْنَ الرُّبُوعِ الْخَرِبَةَ.
* ذَكِّ قَلْبَكَ بِالأَدَبِ ، كَمَا تُذَكَّى النَّارُ بِالْحَطَبِ.
* ذَمُّ الرَّجُلِ نَفْسَهُ فِي الْعَلاَنِيَةِ مَدْحٌ لهَاَ فِي السِّرِّ.
* ذُو الْهِمَّةِ وَإِنْ حَطِّ نَفْسَهُ.. يَأْبَى إِلاَّ عُلُوًّا، كَالشُّعْلَةِ مِنَ
النَّاِر يُخْفِيهَا صَاحِبُهَا ، وَتَأْبَى إِلاَّ ارْتِفَاعاً.
* رَأْسُ الأَمْرِ مَعْرِفَةُ اللهِ تَعَالَى، وَعَمُودُهُ طَاعَةَ اللهِ عَزَّ
وَجَلَّ.
* رَاحَةُ الإِنْسَانِ فِي حِفْظِ اللِّسَانِ.
* الرَّاضِي بِفِعْـلِ قَــوْمٍ كَالدَّاخِلِ فِيـهِ مَعَهُـمْ، وَعَلَى كُلِّ دَاخِلٍ
فِي بَاطِلٍ إِثمْاَنٍ: إِثمُ الْعَمَلَ بِهِ ، وَإِثمُ الرِّضَا بِهِ.
* رُبَّ مُسْتِقْبِلٍ يَوْماً.. لَيْسَ بمُسْتَدْبِرِهِ، وَمَغْبُوطٍ فِي أَوَّلِ
لَيْلِهِ .. قَامَتْ بَوَاكِيهِ فيِ آخِرِهِ.
* رُبَّ مَغْبُوطٍ بِنِعْمَةٍ هِيَ دَاؤُهُ وَمَرْحُومٍ مِنْ سَقَمٍ هُو شِفَاؤُهُ
* رُبَّمَا أُخِّرَ عَنكَ الإِجَابَةَ لِيَكُونَ أَطْوَلَ لِلْمَسْأَلَةِ، وَأَجْزَلَ
لِلْعَـطِيَّةِ.
* رُبَّمَا أَخْطَأَ الْبَصِيرُ قَصْدَهُ ، وَأَصَابَ الْعَمِي رُشْدَهُ.
* رُبَّمَا سَأَلْتَ الشَّيْءَ فَلَمْ تُؤْتَهُ، وَأُوتِيتَ خَيراً مِنْهُ عَاجِلاً
أَوْ آجِلاً ، وَصُرِفَ عَنْكَ بِمَا هُوَ خَيْرٌ لَكَ.
* الرَّجَاءُ لِلْخَالِقِ سُبْحَانَهُ.. أَقْوَى مِنَ الخَوْفِ، لأَنَّكَ تخَاَفُهُ
لِذَنْبِكَ ، وَتَرْجُوهُ لجِوُدِهِ ، فَالخَوْفُ لَكَ ، وَالرَّجَاءُ لَهُ.
* رَحِـمَ اللهُ عَـبْـداً أَتَّـقَى رَبَّـهُ، وَنَاصَحَ نَفْسَهُ، وَقَـدَّمَ تَـوْبَتَهُ ،
وَغَلَبَ شَهْـوَتَهُ، فَإِنَّ أَجَلَهُ مَسْتُـورٌ عَـنْهُ، وَأَمَلَهُ خَادِعُ لَهُ ،
وَالشَّيْطَانُ مُوَكِّلٌ بِهِ.
* الرِّزْقُ رِزْقَانِ: طَالِـبٌ وَمَطْـلُوبُ.. فَمَـنْ طَلَبَ الدُّنْياَ طَلَبَهُ
المَوْتُ حَتَّى يُخْرِجُهُ عَنْهاَ ، وَمَنْ طَلَبَ الآخِـرَةَ طَلَبَتْهُ الدُّنْيَا
حَتَّى يَسْتَوْفِيَ رِزْقَهُ مِنْهاَ.
* الرِّزْقُ مَقْسُومٌ ، وَالأَياَّمُ دُوَلٌ ، وَالنَّاسُ شَرَعٌ سَوَاءٌ ،
آدَمُ أَبُوهُمْ ، وَحَوَّاءُ أُمُّهُمْ.
*رضا النَّاسِ غَايَةٌ لاَ تُـدْرَكُ، فَتَحَرَّ الخَيْرَ بِجَهْـدِكَ، وَلاَ تُبَالِ
بِسَخَطٍ مَنْ يُرْضِيهِ الْبَاطِلَ.
* الرَّغْبَةُ مِفْتَاحُ التَّعَبِ ، وَمَطِيَّةُ النَّصَبِ.
* الرُّوحُ حَيَاةُ الْبَدَنِ ، وَالْعَقْلُ حَيَاةُ الرُّوحِ.
* زُرِ الْقُبُـورَ.. تَذَكّـَرْ بهِاَ الآخِــرَةَ، وَغَسِّلِ المَوْتَى يَتَحَـرَّكُ
قَلْبَكَ، فَإِنَّ الجَسَدَ الخَاوِي عِظَةٌ بَلِيغَةٌ، وَصَلِّ عَلَى الجَنَائِزِ
.. لَعَلَّهُ يحَزُنُكَ ، فإَنِ َّالحَزِينَ قَرِيبٌ مِنَ اللهِ.
* الزَّمَانُ ذُو أَلْوِانٍ ، وَمَنْ يَصْحَبِ الزَّمَانَ يَرَ الهَوَانِ.
* الزُّهْدُ فِي الدُّنْياَ قِصَرُ الأَمَلِ.
* الزُّهْـدُ كُلُّهُ بَيْنَ كَلِمَتـَيْنِ مِـنَ الْقُــرْآنِ الكريـم: قاَلَ اللُه
سُبْحَانَه وتعالى: " لِكَيْلاَ تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ، وَلاَ تَفْرَحُوا
بِماَ آتَاكُمْ " وَمَنْ لَمْ يَأْسَ عَلَى المَاضِي، وَلَمْ يَفْـرَح بِالآتِي
، فَقَدْ أَخَذَ الزُّهْدَ بِطَرَفَيْهِ.
* السَّـامِعُ لِلْغِيبَةِ أَحَـدُ المُغْتَاِبينَ.
* سِتَّـةٌ لاَ تُخْطِئُهُمُ اْلكَآبَةُ: فَقِيرٌ حَدِيثُ عَهْـدٍ بِغِنَى، وَمُكْثِـرٌ
يَخَافُ عَلَى مَالِهِ ، وَطَالِبُ مَرْتَبَةٍ فَوْقَ قَدْرِهِ ،
وَالحَسُودُ ، وَالحَقُودُ ، وَمُخَالِطَ أَهْلِ الأَدَبِ وَلَيْسَ بِأَدِيبٍ.
* اسْتُـرْ مَا عَايَنْتَ ، أَحْسَنُ مِنْ إِشَاعَةِ مَا ظَنَنْتَ.
* السَّخَاءُ وَالجُودُ: بِالطَّعَامِ لاَ بِالْمَالِ، وَمَنْ وَهَبَ أَلْفاً وَشَحَّ
بِصَفْحَةِ طَعَامٍ ، فَلَيْسَ بِجَوَادٍ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* المصدر: سجع الحمام في حكم الإمام.